الإسلام والمجتمع

في هذا العالم المأزوم.. تعيش الأمة العربية والإسلامية في حالة أزمة متواصلة.. أقل ما توصف به بالمأساوية. وهذا التوصيف ليس من باب المبالغة التي اعتدنا عليها في ثقافتنا غير العلمية.. بل هو توصيف واقعي تمامًا لأمة قد تذيَّلت رَكْب الحضارة الإنسانية رغم أنها كانت في الماضي علامةً منيرة في مسارها. أمة مهزومة قد أضحت أُلعوبةً في يد قوي العالم الفاعلة. أمَّة تعيش في ظل حالةٍ مزمنة من التسلُّط والاستبداد حتى أَلِفَت شعوبها الاستبداد وتكيَّفت معه، وآمن حاكموها بأنَّ السلطة هي حقٌ مصكوكٌ لهم. أمة تعصف بها الصراعات الدينية والنعرات القومية المذمومة التي يبدو أنَّها تستمد جذورها من ثقافة القَبَلية القديمة التي لم تتجاوزها حتى الآن، بدلًا من اعتماد صيغة المنفعة المتبادلة والتعايش المشترك كأساس للتعامل والتعاون. أمةٌ قد اعتمدت الدين كمكونٍ وحيد لهويتها الثقافية فانفصلت عن العالم المعاصر وترنَّحت ثقافيًا.. ما بين فئةٍ متغلِّبةٍ نشطة نعرفها بتيار الإسلام السياسي، ترى في الإسلام حلًا لكل مشاكلنا ومشاكل العالم "الضال الكافر" وفق رؤيتهم، قد سعت لتطبيق "النظام الإسلامي" بكل السبل وفرض رؤيتها ولو بالقوة والعنف والترهيب!! فوُصِمْنا ووَصَمْنا الإسلام معنا بالإرهاب والعداء للحضارة والإنسانية. وبين فئةٍ أُخِذَت بحضارة الغرب وعلمه وتقدُّمه، فانفرطت من الدين وفرَّطت في تعاليمه واتهمته زورًا وبهتانًا بالرجعية.