الصدام السياسي في المصطلحات

تناول الكتاب جانب في الفكر الاتصالي السياسي السائد عندنا والذي غالبا ما يتجسد في حوار طرش يهيمن على النقاش الفكري السياسي بتقديس أو شيطنة مصطلح على حساب مصطلح آخر. من خلال ستة محاور يشرح الكاتب كيف يتحول استخدام مصطلح ما إلى حلبة صراع وحوار طرش يجعل من الصعب بمكان إيجاد مناخ هادئ للنقاش والإثراء. نقاش بيزنطي حول المصطلحات يجر في الكثير من الأحيان إلى إرهاب فكري وتبادل للتهم بين التيارات الفكرية الإيديولوجية ومنه إلى انزلاقات خطيرة تفضي إلى استخدام العنف أو التحريض عليه، لا لشيء سوى أن المصطلح المستعمل يعبر عن الجحيم في نظر الآخر. فمصطلحات من قبيل العلمانية، الشريعة، الديمقراطية، الجمهورية وغيرها من المصطلحات قد تتسبب في صراع وارهاب فكري لمجرد استعمالها واللجوء إليها. مصطلحات أصبحت هي الاخرى تحظى بصبغة تقديسية يستحيل الخروج عنها أو استعمال نقيضها، ما يؤدي في الكثير من الحالات إلى إقصاء وإرهاب يجسد ديكتاتورية فكرية لمجرد استعمال مصطلح ما افرغ من محتواه العلمي وصيرورته التاريخية والزج به في صراع سياسي لا يسمن ولا يغني من جوع.